أبو سارة
غياب الديموقراطية الداخلية ,والأمانة المحلية,وشبيبة قوية ,واحترام الرأي والرأي الآخر ,ولجنة الحكماء ,وغياب المعارضة الداخلية,خلق حسب مجموعة من منخرطي الأصالة والمعاصرة أرضية مهزوزة ونفاق سياسي مبني على خلفية ذاتية متطرفة بقناع النضال لمجموعة من الأطراف الداخلية,التي خلقت الصراع المفتعل من أجل ركوب السياسة والاستمرارية ولو على ظهور المناضلين مرضاة لمصالحهم التي يطالها التهديد والوعيد ممن يدركون خبايا اللعبة من القادة المحليين.فكانت سياسة فرق تسد هي أقرب الطرق لهؤلاء من أجل الانقضاض على الزعامة بشكل غير مباشر ومن تم التحكم في التوجيهات والتوجهات داخل الحزب بعد أن يكونوا قاب قوسين من تشتيت البيت الداخلي ,كما حصل مع الشبيبة التي عبرت في أكثر من مرة عن صمودها في وجه من يتحكم في الإرث الفكري والمادي للحزب عبر برامج وخطط عمل لتقوية وتنظيم البيت الداخلي,الشيء الذي لم يرق "صيادوا الهمزات"فبادروا بكل الطرق إلى تقويض كل مجهود عبر بث الشكوك في كل مناضل بالشبيبة.أمام هذا الوضع كانت الشبيبة في حاجة إلى انصاف ودعم من الأمانة الاقليمية التي سايرت أعمال الشبيبة في أول الأمر لكن الضغوطات كانت أكبر من السيد الأمين الإقليمي الذي نال حظه من النقد,بل فضل الابتعاد وترك الجمل بما حمل,بعد أن وقع ما بين مطرقة قانون الحزب الذي لم يسمح بتأسيس شبيبة إلا بعد المؤتمر وبين مطرقة الزعماء المفترضين الذين يضغطون في اتجاه الانفراد بالقرارات,لم يجد حينها الأمين الإقليمي الذي وقع ويقع ضحية مؤامرات من أجل سحب البساط منه عبر جعله أمين إقليمي صوري منزوع السلطات,ليجد هذا الأخير نفسه في المواجهة وحيدا أمام لوبي الأصالة والمعاصرة الذي يخشى من كل مبادرة يرى فيها تهديدا لمركزه وزعامته التي تغلف "زبايل"والتي يبقى الحزب بالنسبة لهم هو الضامن لاستمراريتهم من خلال الاستعانة بقادة داخل الحزب على آخرين من رفقائهم,والمستفيد الأكبر مثل هؤلاء.
الشبيبة الضحية,والمناضل الضحية,والأمين الاقليمي الضحية ,ومن بعدهم باقي القادة الذين يفهمون لغة الدسيسة ولم ينصاعوا هم من سيأتي عليهم الدور فيما تبقى من أيام على الاستحقاقات عبر بدل كل مجهود من أجل ابعادهم عن مراكز القرار واللائحة ودكة التسيير ولما من الحزب كله.من سيكون الخاسر الأكبر حينها؟إنه المشروع التنموي بكل تأكيد عندما "دار الصابونة"لصناع المشروع ويتم استقدام من كانوا بالأمس أعداء التنمية ورفقاء المصلحة الذاتية والريع الاقتصادي,وهذا ما يتم بناءه وصياغة بلغة ملغومة داخل دواليب سياسة الأصالة والمعاصرة باسم النضال والخوف على الحزب ,هي ممارسات زمن العودة للماضي لكن عبر شخصيات تقوم بدور "الكومبارس" من خلال نسج شبكة خيوط العنكبوت التي تصل إلى أبعد قمة وإلى آخر نقطة بحزب البام بالرحامنة كمصيدة لمن "زغب الله" في التحرك ضد التيار الذي أريد له المسير حسب مشيئة"بعضين"لا حسب ما تقتضيه مصلحة الحزب.
النتيجة من كل هذه"الروينة"كما يلي:
ديكتاتورية في القرارات,والانفراد بالرأي الذي تطبعه الدوغمائية من خلال "أنا وحدي نضوي البلاد".
تداخل السلط وعدم احترام الهياكل والهرمية في الحزب أدى إلى تجاوز سلطات الأمين الاقليمي الوصي الأول والمرجع في كل القرارات,والتي يروج لها لوبي الحزب أنها صادرة "من الفوق".
نهج سياسة "الزعيم"العارف بكل شيء وبخبايا الحزب والضامن لاستقراره,فأصبح الخطاب يعلو على كل من هو مخول بالمخاطبة في اتجاه جهة وحيدة ربطت مصالح الحزب بمصالحها الخاصة
عزل الأمين الاقليمي وخندقته في الزاوية الضيقة ومحابات الرئيس الذي هو مفتاح كنز علي بابا وضامن استمراريتهم في استنزاف مدخرات المشروع التنموي ولو بطرق لا يعلمها حتى السيد الرئيس نفسه,والذي بات لا يسمع ولا يرى إلا بهم حتى نسي أقرب المقربين,ولو أنه يدعي فهم"دبة النملة"مما جلب عليه غضب الشارع والمناضلين الذين يرون فيه الاجماع إلى جانب السيد الأمين الاقليمي ,لكن في كل مرة يقع الخلاف بين الرجلين والسبب الذي يستهويهم التفرقة بين السياسي والتنموي ,بين المنسق المحلي والأمين الاقليمي.
هي من دسائس السياسة الخبيثة التي لا يعرف بأمورها إلا العارفون والحكماء الذين تركوا المكان في الحزب "للمتفيقهون من الحكماء"يرسمون استراتيجية الحزب على مقاسهم ويتحكمون في كل السلطات والتأثير في القرارات وتوجيهها بما يخدم مصالحهم متجاوزين بذلك كل تراتبية في القيادة التي ربطت قنواتها بهؤلاء حتى أصبح الرجوع إليهم شر لابد منه.
هؤلاء خطر على الديموقراطية والطموح,خطر على القيادة المحلية واحترام التراتبية,خطر على الهياكل التنظيمية والشبابية,خطر على التنمية والكرامة وعلى السياسة وعلى المشروع التنموي الوطني والرحامني,خطر على توجهات الحزب وأفكاره التي لم يربطوها بطموحاتهم المشروعة,ولكن بنظرة متطرفة للهيمنة على مقدرات الحزب المادية والفكرية والبشرية باسم منطق السيد والعبد.هذه السياسة الغير محسوبة والدوغمائية جعلت قادة المشروع التنموي في مواجهة مباشرة مع حاضنة المشروع ألا وهي الساكنة التي لم تستوعبه كأفق انفراج اقتصادي واجتماعي في النمو التشغيل,والتي عبرت عن خوفها على مقدرات المنطقة بحكم ارتباط الأغلبية من أبناءها بشريان الأصالة والمعاصرة كوريث شرعي للتنمية المحلية بالمنطقة ,لكن هذا الارتباط سرعان ما بدأ ينفك رغم قصر مدة إحداث الحزب بسبب نشر غسيل الخلاف و التفسخ الداخلي على المقاهي وفي الشارع الذي بات يعيشه الحزب الذي دخل كل بيت فيما مضى مع صاحبه المؤسس والذي ما تزال تحفظ له الرحامنة الود بكل ألوانها وأطيافها المختلفة,في حين يتوارى أصحاب السياسة العمياء وراء القادة الذين تحملوا عبء المشروع التنموي دافعين بهم إلى أبعد نقطة اللاعودة في المواجهة التي باتت صريحة من الشارع الذي بات يبدي غضبا عارما على التراكتور مدينة وقرية بعد أن أصبح الحزب في يد فئة قليلة تتحكم في مصير الكثير من المناضلين والشباب الطموح والذين لهم ارتباط بالعديد من العائلات الرحمانية التي تلقت الخبر من ذويهم بالحزب الذي أصبح تحت سيطرة الأقلية التي لا يمكن أن تسير بالمشروع الملكي بالرحامنة نحو المستقبل ما دام المناضلون بالحزب أبناء الأسر بالمنطقة شركاء التنمية يقصون الواحد تلو الآخر بسبب وقوفهم ضد الديكتاتورية المحلية التي يمكن أن تعصف بالحزب مستقبلا وبالتنمية المحلية,من هنا يأتي تخوف أبناء المنطقة على المستقبل وعلى "الأولاد والبلاد من الفساد"الذي بدأ يأكل و"يسوس"بنبتة الرحامنة من الداخل.هي إشارات أو "فلاشات"إنذار إلى كل القادة المحليين من أجل استئصال الورم من الداخل الذي ظل ينتشر حتى بات يستقوى على الجسم كله من الداخل والخارج الذي هو في حاجة إلى جرعة لقاح أو مضاد حيوي من ساكنة المنطقة التي لا طالما وفرت لهذا الوافد الجديد الأم الحاضنة لكل برامجه ومنجزاته بالمشاركة الفعلية في التنمية التي بات انفراد أشخاص محسوبين على الحزب يتنكرون لهذا التعاقد ما بين التنموي والسياسي والسكان.غياب أي شرط من شروط التعاقد سيكون مؤشر عن موت سريري إن لم يتم تدارك العلاج للداء.فهل القادة الشرفاء بالحزب واعون بما يحاك ضدهم وضد المشروع التنموي وضد الرحامنة من مؤامرات غير محسوبة ولاواعية من جهات داخلية ظلت تتاجر بكل مكونات الحزب من أجل مصلحتها الذاتية وضدا على كل مصلحة عامة أو مصلحة شخصية معتدلة طموحة في المستقبل؟
المصدر 4 تنمية
0 التعليقات:
إرسال تعليق