الأخطاء الكبرى التي أسقطت شعبية التهامي محب و عجلت برحيله من اللائحة المحلية لحزب الجرار بابن جرير -الجزء1-
29 أغسطس,2015 •
لكل بداية نهاية، و ما أبشع أن تكون النهاية مأساوية، و ما أسوأ أن تطرد من رحمة من كان بالأمس صديقا عزيزا، و زميلا مناضلا، و ما أشد الصدمة حينما تصدر من مواطن تعشم فيك الرجولة و الشهامة و توسم فيك الخير الجزيل و العز الوفير، و أنت تجري فوق هودج يهرول بك إلى نار السموم، و لعنة القوم، من القريب و البعيد، و ما الطرد الملعون من الرحمة إلا نتيجة أخطاء البشر الذي يتكبر عن معرفتها و يتعجرف عن تقييمها و يتكبر عن الاعتراف بها، و ما دمر إبليس “لعنه الله عليه إلى يوم يبعثون”، إلا الكبر و التكبر ليترك الجنان و الوديان في جنة الخلد، و ينزل مدموما، مدحورا، صغيرا، وضيعا، إلى الأرض، و العياذ بالله.
سيتساءل القارئ الكريم عن سر هذه المقدمة و علاقتها بالموضوع و الذي سينصب عن ذكر الأسباب التي جعلت رئيس الجماعة الحضرية لابن جرير “التهامي محب” يغادر قافلة اللائحة المحلية للحزب، بطريقة فيها نوع من الإهانة و اللبس لدى الرأي العام، و بعد تنقيب في سيرة الرجل و استقصاء للرأي، و جدنا أن التكبر و العجرفة خصلة تلازم الرجل في منشطه و مكرهه و كانت سببا في ارتكابه أخطاء قاتلة استفزت المواطنين و الساكنة، و كانت مؤشرا على تدني شعبيته إلى الحضيض.
و منذ سنة و نصف، كنا نتجاذب أطراف الحديث مع بعض قيادات الحزب، و كان التهامي محب محورا أساسيا في الحديث، حيث صرح أحد القياديين بالحزب، بأن للرجل أخطاء كثيرة و كبيرة و من بينها غياب التواصل مع الساكنة و سوء التقدير للأشياء، رغم قفشاته التواصلية و التي كانت تنشر على صفحته الفايسبوكية، حيث أسر ذلك القيادي بأن الوقت قد حان لقطف رأس التهامي محب، حالفا بأغلظ ايمانه، بأن الانتخابات الجماعية لن تجد له موطأ و لن يحلم بكرسي الرئاسة، و لو ولج الجمل في سم الخياط قائلا:” و الله إلى محب في الانتخابات الجاية إلى هاز فستتو و شاد طريق القلعة”، لم نحمل آنذاك كلام القيادي محمل الجد، و خلناه كلام عابر و مزايدة سياسية، سببها الصراع الداخلي بين أقطاب الحزب، قبل أن يتأكد لنا بالملموس في الأيام القليلة أن الكلام لم يطلق على عواهنه.
التهامي محب و نادي المهندسين بفوسفاط ابن جرير
من الأخطاء القاتلة التي سممت علاقة المواطن برئيس بلدية ابن جرير، إقامته بنادي المهندسين بفوسفاط ابن جرير، الذي يقضي به وقتا طويلا و أياما قبل أن يظهر بمكتبه ببلدية ابن جرير و الذي يقيم به سويعات قليلة و يعود إلىى ملجأه بفوسفاط ابن جرير، حيث حوله إلى مكتب ثاني لبلدية ابن جرير، يستقبل فيه الشخصيات المرموقة و المهمة من مقاولين و مستثمرين و زيد و زيد، في حين أن النادي ممنوع على “بوزبال” الذي يقضي الساعات الطوال في انتظار رئيس قد يأتي أو لا يأتي.
تواصل التهامي محب ببلدية ابن جرير
حينما تفتح قريحة التهامي محب و تفتح شهيته للتواصل مع الطبقة الكادحة، التي تأتيه من كل فج عميق و أحزمة الفقر، مقهورة بالمشاكل و الهموم و التي كان عنوانها الرئيسي احتجاجات حول أشغال التهيئة أو مشاكل تتعلق بالبناء و منح الرخص، كان الرئيس يحيلهم على نوابه أو الموظفين التابعين له، لمتابعة مشاكل المواطنين، إلا أن المفاجأة تظهر بعد عدة أيام و في بعض الأحيان تمتد لشهور، يظهر فيها نفس المواطن أو نفس المجموعة المحتجة، تشتكي نفس المشكل، و يبقى معها المواطن تتجاذبه أطراف الإدارة ما بين الرئيس و نوابه و الموظفين.
سيارة الرئيس التي استفزت شعور المواطنين.
ما زال الشارع البنجريري، يعيد تلك الصورة بشكل كاريكاتوري، و يناقشها في منتدياته و مجالسه، و يرتشف عليها أكواب القهوة و الشاي، و هي صورة سيارة الرئيس التي يركنها بداخل الإدارة، بعيدا عن سيارات “أولاد الشعب” و عن الموقف العمومي المخصص للسيارات. حينما كان يهم سائقه الخاص بإدخال السيارة “الأميرية” أمام مرأى المواطنين إلى داخل الإدارة، كانت مظاهر السخط و الامتعاض لدى بعض المرتفقين تبدو بارزة على محياهم، و البعض الآخر لم يتوان في الكشف عنها في حينها، معتبرين تصرف الرئيس، تصرفا أرعنا و منافيا للقيم و الأخلاق و الأعراف و مدغدغا للمشاعر.
الرئيس و علاقته ببعض النواب و المستشارين
علاقة، التهامي محب، ببعض النواب و المستشارين، هي علاقة جدلية، حيث كانت علاقته ببعض النواب علاقة زواج متعة إلى درجة أنه لا يقوم بالإمضاء على بعض الوثائق التي كانت تحمل إليه إلى نادي الفوسفاطيين إلا بعد استشارتهم، و هنا مربط الفرس. و كانت زمرة من المستشارين و النواب يلعبون أدوارا طلائعية في تسميم علاقته بالنخب المحلية عبر نقل المعلومة الخطأ، و منهم نائبا للرئيس قضى نحبه في هذه الانتخابات و انقلب على التهامي محب حينما أخبره هذا الأخير بأنه غير مرغوب فيه في هذه الانتخابات و أن استبعاده مطلب سكاني، مما جعل نائبه ينتفض في وجهه و يسرد عليه مجموعة من الأسماء غير المرغوب فيها، و التي انتفضت بدورها ضده بضيعة الزعيم الذي حول ضيعة الدجاج إلى مقر للحزب. يعلم جل المناضلون بحزب التهامي محب، كيف استكبر عليهم و تجبر حينما كانوا ينصحونه بأن زمرة من النواب و المستشارين ستجني عليه و تمرغ صورته و ….في الوحل، لكنه كان ينفعل عند سماع النصيحة و يعتبرها دسيسة و محاولة تسميم علاقته بحوارييه، الذين كان لهم آذانا صاغية و آلة طيعة، حتى أفادت بعض المصادر أن التهامي محب بدا ضعيفا عند اتخاذ القرارات السيادية في تشكيل اللائحة المحلية للحزب، بحكم علاقته معهم و التي فيها من الأسرار ما تنوء الجبال عن حملها.
دعم التهامي محب لمرشح في انتخابات الغرفة المهنية بلون سياسي آخر
كانت النقطة التي أفاضت الكأس، و عصفت بأحلام التهامي محب، دعمه لمرشح الحصان بانتخابات الغرف المهنية في صنف الصناعة التقليدية الخدماتية، ضد مرشح التراكتور المنحدر من الرحامنة الشمالية و قريب الأمين الجهوي للحزب، و التي بسببها فقد التراكتور مقعدا بالانتخابات، حيث حملت الأمانة الجهوية التهامي محب منسق الحزب بمدينة ابن جرير، دعمه لكيان حزبي ضدا على قرارات حزب البام و إطاحته بالوهراني من على رأس اللائحة في الانتخابات المهنية، و آنذاك قال الأمين الجهوي “mohib il va payer cher”، و يبدو أن محب قد أدى الثمن غاليا
0 التعليقات:
إرسال تعليق